الندواتالنشاطات

ندوة تخليق الحياة العامة

بسم الله الرحمن الرحيم

المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية

البرنامج العلمي

المحاضرة الأولى : سبل تخليق الحياة العامة

المحاضر الأستاذ الخليل النحوي

كلمة الافتتاح:

بعد ترحيبه بالضيوف وشكره المحاضر ورئيس الجلسة بيًن الدكتور ديدي السلك رئيس المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجة أهمية طرح سؤال الإصلاح خصوصا في هذه المرحلة التي يكمل فيها البلد عقودا من الفساد على جميع الأصعدة، ثم أوضح الدكتور ديدي ضرورة تخليق الحياة العامة نظرا للقيمة المعرفية والاجرائية للأخلاق مستعرضا رؤية عدد من الفلاسفة والمفكرين لأهمية القيم في الحياة العامة.

بعد الافتتاح تحدث رئيس الجلسة الدكتور عبدالله محمود با عن ضرورة الجدية في طرح سؤال الإصلاح وهو ما يوحي به هذا الربط بين الإصلاح والأخلاق والذي اختار له المركز قامة علمية وأخلاقية وهي جميعا” من مظاهر الجدية في التعامل مع هذا السؤال” ثم دعا الضيوف إلى الاستماع بوعي وتمعن لما ستتضمنه المحاضرة.

في البداية أشار الأستاذ الخليل النحوي إلى أن ما سيقدمه هو مجرد أفكار للنقاش، وملاحظات للإثارة، فهو “إنما جاء متعلما لا معلما” ثم استعرض منهج المحاضرة الذي ميز فيه بين تحديدي دلالي  يمهد لمفاهيم مرجعية وقيم محورية ثم تدابير نظرية وأدوات مؤسسية….

في التحديد الدلالي بين المحاضر أن المفهوم المركب ” تخليق الحياة العامة” يبدو مرتبطا بجملة تدابير ومنظومات قيم تحكم سلوك الناس وخاصة من يتولون تدبير الشأن العام ثم استعرض الصلة الدلالية بين مفهوم ” تخليق الحياة” وهو مفهوم جديد  وبين مفهوم ” تطييب الحياة” الذي تضمنته أغلب التشريعات القائمة على مبدأ القسط، مستعرضا مثلا من القرآن الكريم، ومن علم العمران الخلدوني، ثم تابع المحاضر محاور العرض على النحو التالي:

-العنصر الأول : المفاهيم المرجعية

في هذا العنصر تحدث المحاضر عن عدد من المفاهيم المرجعية التي تشكل إعادة تأسيسها مدخلا إلى تخليق الحياة العامة، ومن أهمها مفهوم الدولة التي تأرجحت نظرتنا لها بين اختزالها في شخص أو اعتبارها كائنا مغايرا وأحيانا معاديا، وكذلك  مفهوم القيادة والمسؤولية، فقد انحرف فهمها وتوظيفها.

-العنصر الثاني: القيم المحورية

وفيه أبرز المحاضر جملة من القيم أدى تراجعها في الحياة العامة إلى مجل الأخطاء والأخطار الشائعة اليوم، ومن هذه القيم احترام الكرامة الإنسانية المرتبط بالعدل ثم القناعة السياسية التي تستدعي أحيانا مغادرة السلطة، وهنا قدم المحاضر أمثلة من التاريخ على هذه القناعة في العالم العربي وافريقيا مبينا أن انعدام القناعة السياسية يقود حتما إلى كوارث اجتماعية كما حصل ويحصل الآن في بعض البلدان ثم ختم المحاضر هذه القيم بالشورى كقيمة مرجعية أساسية وذات جذور في الوعي والتاريخ.

-العنصر الثالث: التدابير النظرية

في هذا العنصر عدد المحاضر جملة التدابير النظرية الضرورية لتخليق الحياة العامة، منها ضرورة القدوة الصالحة والتربية المفيدة كتدبير مستقبلي ثم التشريعات التي تضبط الأداء العام ثم العفة المالية النابعة عن القناعة بعدالة توزيع الثروة كتدبير اقتصادي.

-العنصر الثالث: الأدوات المؤسسية

تحدث المحاضر في هذا العنصر عن عدد من المؤسسات التي تحتاج الحياة العامة إلى تفعيل دورها بما يناسب القيم والتدابير المذكورة، ومن هذه المؤسسات مؤسسة الرئاسة وأجهزة الحكومة والإدارة العامة والجهاز التشريعي والقضائي ومؤسسات صناعة الرأي العام كالمدارس والإعلام إضافة إلى هيئات المجتمع المدني.

ثم شكر المحاضر ضيوف المركز ليحيل الكلام إلى رئيس الجلسة الذي قدم خلاصة للمحاضرة قبل أن يدعو المتدخلين.

التدخلات

-الدكتورأحمدوالسالك ولد البشير: بين في مداخلته خطورة قلب القيم في المجتمع داعيا إلى تمثل مضمون التجربة الإسلامية في عهدها الأول موضحا أن قادة الشأن العام إذا لم يتخلقوا بقيم فاضلة فهم سفهاء.

_السفير بلال ورزك: تحدث عن تراجع الأخلاق في المجال العمومي منذ العام 1978تاريخ وصول الجيش إلى السلطة، مشيرا إلى الاختلالات الناتجة عن غياب العدالة وعن اشتراط مبدأ الكفاءة.

-الدكتورعبدالله أواه: أشار إلى أن سؤال الإصلاح يتعلق دائما بضده، فالغريزة الإنسانية غريزة ظالمة بطبعها، لذلك لا بد من خلق نموذج من خلال التعلق بسلطان العلم والمعرفة.

-الدكتور يعقوب السيف: لاحظ أن المحاضر قد اختزل أبعاد تخليق الحياة العامة في بعد واحد هو البعد الديني، والواقع أن التخليق هو منظومة قيم متعددة يمثل فيها الدين أحد الأبعاد فقط، فمصطلح التخليق هو مصطلح مدني يرتبط بمفهوم الجزاء القانوني، ثم أشار في إماءة سريعة إلى أن ما شاع من تخليق الحياة العامة لدى جيل التأسيس مرده قيم مدنية أساسا.

-المهندس سيدينا العتيق: تحدث عن أهمية سؤال الإصلاح مشيرا إلى أن أكبر ما يتهدده هو الفساد الإداري، مقدما أمثلة من الممارسات الإدارية خاصة في مجال التشغيل.

-ممدوعمرلي : تساءل عن السر وراء إعجاب المحاضر بتجربة عمر بن الخطاب، داعيا إلى ضرورة علمنة المجال العمومي.

– الدكتور ديدي السالك : تحدث عن ضرورة استلهام تجارب الإصلاح في العالم مبينا أهمية الإرادة السياسية في تحقيق الإصلاح وفي تخليق الحياة العامة، مشيرا إلى حيوية وضرورة وجود تصورات ومشاريع اصلاح علمية.

في الختام شكر رئيس الجلسة المتدخلين ودعا المحاضر إلى تقديم ملاحظاته وردوده.

-الأستاذ المحاضرالخليل النحوي شكر المتدخلين وثمن الملاحظات ثم بين أن سؤال الإصلاح وتخليق الحياة العامة أكبر من أن يختزل في رأي أو تصو واحد داعيا الجميع إلى تمثل قيمة الوسطية في النظر إلى الذات وإلى الآخر.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *